نظام في الفوضى
نظام في الفوضى
لا يوجد تركيز شامل لضربات الألوان في هذا العمل الفني، ولا توجيه ولا تأثير خارجي. ومن خلال التفاعلات البسيطة والموضعية بين ضربات الألوان والأشخاص، ينشأ النظام تلقائياً ويستمر في الظهور، حتى عندما يتحرك كل شيء نحو الفوضى.
حتى لو كانت الضربات الفردية متباعدة في المكان والزمان، فعندما تظهر الأنظمة التلقائية، تتجاوز العناصر الفردية المكان والزمان وتشكل كياناً واحداً. وعلى الرغم من التغييرات الكبيرة في الشكل أو الحجم على السطح، أو حتى لو تم استبدال العناصر الفردية، فسيتم الحفاظ على الوجود الواحد.
وهذا الوجود الزمكاني هو جزء من بحر الاضطراب، يبتلعه البحر، ومع ذلك يستمر في الانبثاق من الاضطراب.
يتدفق النظام والاضطراب والوجود والكل باستمرار في بعضهم البعض دون حدود، حيث يرتفعان وينخفضان ويتصادمان ويندمجان.
تمثل الصور التي تلتقطها عدسات الكاميرا والمنظور وهماً مكانياً، إذ تصور مساحة ثلاثية الأبعاد على مستوى ثنائي الأبعاد. وفي هذا الوهم، يظهر الفضاء ثلاثي الأبعاد وراء السطح ثنائي الأبعاد، ويكون المشاهدون في فضاء مختلف عن هذا الفضاء، مما يجعل المستوى ثنائي الأبعاد حداً فاصلاً. وبهذا، تكون وجهة النظر ثابتة وجسم المشاهد غائباً. في المقابل، لا يشكّل هذا العمل الفني وهماً مكانياً. ففضاء العمل الفني موجود مباشرةً في نفس الفضاء الذي يوجد فيه جسد المشاهد. ولا تعمل الجدران والأرضيات كحدود بين الشخص وفضاء العمل الفني، بل يتكامل فضاء العمل الفني مع الفضاء الذي يتواجد فيه جسد المشاهد. وجهة النظر غير ثابتة، ويبقى الجسد حراً في حركته.